ريحة الحبايب..ديابيات
الان الساعه الواحده بعد منتصف الليل..كنت استعد للنوم و لكن دق جرس التليفون..حاولت ان أتجاهله و لكنه استمر فى الرنين فرفعت السماعة و قلت الو..مين؟
قالت هى الو ..هل ايقظتك؟
نفس صوتها القديم الرقيق الحنون..انها هى ..
قلت غير مصدق :انت؟
و تدفق نهر ذكرياتى معها اللذى كنت اعتقد انه جف من زمان..بالضبط منذ اكتر من عشر سنوات..
...............
مكاننا المعتاد على كورنيش النيل..النيل الحزين الذى شهد على مئات من قصص الحب ..الذى سمع كل همسات المحبين الذى شهد على كل وعودهم الا يفترقو ابدا ..الذى شهد على وعدنا انا و هى :
كان المطر ..كان البرد ..ضممت جانبى المعطف على و سرحت مع زهره تسبح مع الموج..
ضغطت اصابعها الرقيقه على يدى و قالت مالك؟
قلت بصوت منخفض خائف..
نظرت لى فى دهشه و قالت وانت معى ؟....
اومات ان لا و قلت انا ظروفى صعبه ..الدراسه و العمل ..و خايف ان تتركينى يوما ما ...
امسكت جانبى وجهى بكفيها و قالت بكل حب الدنيا :مستحيل ثم ارتبكت و كانها لا تدرى ماذا تقول ..ثم اكملت :انا بحبك
مستحيل...مستحيل اسيبك ابدا...و الله...
لم اجد ما اقوله سوى اعتراف شاكر بالجميل و دمعة بلا سبب
قلت انا ايضا احبك و ..و لم اجد ما اقوله..فوضعت اصبعها على شفتى تمنعنى من الكلام و قالت هذا يكفينى..و قالت و دموع فى عينيها تلتمع..غنيلى..ثم اضافت بضحكتها الرقيقه ريحة الحبايب..
اى حاجه تيجى من ريحة الحبايب
يتطمن قلبى اللى مشغول على اللى غايب
كلمتين يتقالو منه و للا عنه
يتطمن قلبى اللى مشغول على اللى غايب
................
قالت الو ..انت معايا؟..رحت فين؟
قلت نعم انا معاكى..انا فقط سرحت للحظه..
قالت فى لهفه :سرحت فى ايه ..ثم ضحكت و قالت اما زلت تسرح فى النيل..ام انك ما زلت خائف؟
قلت فى عتاب :لم يعد هناك داعى للخوف..لقد تركتنى بالفعل..بالرغم من وعدك لى..
صمتت هى لفتره قصيره و كانها تلتقط انفاسها..ثم قالت:لقد انتهى هذا الزمن يا عزيزى..كنا صغارا...
لاحظت اصوات عاليه حولها فقلت ..اين انت ؟..من اين تكلمينى؟..ردت :من المطار
قلت فى مراره:هل تذكرتنى هكذا عندما وصلت؟
قالت هى فى مراره ايضا:انا لم اصل..ثم صمتت لحظه لتقول انا راحله.........قلت فى دهشه :ماذا؟..الى اين؟
قالت بصوت يمتلىء بخليط من الحزن و الياس :نعم ..راحله الى امريكا ..نسيت اقولك اننى اصبت بسرطان الدم...
..................
كان جالسين فى كازينو صغير على النيل..على مائده بجانب نافذه زجاجيه ..كان المطر ايضا و كان البرد
كان المطر يدق بعنف على النافذه ..قالت لى :الىمتى سنظل هكذا؟..
قلت فى حزن :انا و الله اعمل اقصى ما استطيع
قالت فى حزن و سخريه :و الى ماذا وصلت؟
لم ارد ما دامت تسخر..نظرت خارج النافذه اراقب الماشين تحت المطر..سيارات مسرعه..بنت تسير بسرعه تحت شمسيتها ..ولد و بنت يسيرانمتشابكى الايدى..يضحكان رغم المطر
قالت و هى تنظر لارض و كانها تهرب من عينى:هل تحلنى من وعدى
لم ارد ..فقالت فى حزن وعدنا ..قلت مقاطعا انا بحبك و لا املك غير هذه الكلمه الان...
قالت هى ايضا:و انا ايضا احبك..و لكنى..و لم تكمل قامت فجاه من على المائده و خرجت من الكازينو و من كل حياتى
هناك فى اعماقى كان يتردد صوت ريحة الحبايب ..
لسه سامع كل كلمه قالها ليا
لسه شايفه زى ما يكون بين ايديا
اه يا شوق خليك باه حنين عليا
و ريحلى قلبى اللى مشغول على اللى غايب
.................
قالت الو..مالك ..سرحت تانى و للا ايه
قلت ..لا شىء ..فقط فاجئتنى بهذا..ثم سكت متحرجا من ذكر المرض
قالت فجاءه مغيرة الموضوع:هل ما زلت تحبنى؟
قلت :انا الان تزوجت ..امراه من ابسط حقوقها الا اخونها
صمتت هى تماما حتى قلت انا :الو ..الو ..اين انت
قالت بصوت باك :نعم انا معاك
قلت انا :و انت هل مازلت تحبينى؟
صمتت ثانيه ..ثم سمعت صوت بكائها فى التليفون
قلت لها :لماذا تبكين الان؟
قالت كل شىء ضاع منى..الحب ..المال ..و ربما حياتى..ها انا اساقر الى بلد مجهوله وحدى و ربما لا ارجع
ثم تعالى صوت ميكروفون الصاله فى المطار ..فقالت هذه طائرتى..الوداع..
قلت انتظرى...ثم صمت و لم ادرى ماذا اقول..قالت هى انا اتصلت بك لانك اجمل ذكرى هنا...قلت: لا تقولى وداعا مره اخرى..ثم صمتنا و لم نجد ما نقوله..
قالت هى :انا اتاخرت على الطائره
قلت انا :اغنيلك ؟
ثمتت و كانها فوجئت ..ثم ضحكت اجمل ضحكه فى الكون تلك الضحكه الحزينه لو كانت هناك ضحكه حزينه..و قالت غنيلى ريحة الحبايب..زى زمان فاكر؟
عايشه اشواقنا الوفيه فيه و فيا
اسال من بعيد لبعيد يسال عليا
ده اللى زيه مش كتير فى الدنيا ديه
ده انا قلبى و الله مشتاق لاغلى الحبايب
الرئيسية 
موضوع: ريحه الحبايب ... الديبات 
الخميس أغسطس 23, 2007 2:27 pm
